@ 124 @ وبقي لوصوله إليه مسافة أربع ساعات فاسترد وكانت الوزارة فوضت إلى غيره ثم طلب هو إلى تخت السلطة ودخل إلى أدرنة بموكب حافل واجتمع بالسلطان محمد ابن إبراهيم فأقبل عليه ثم أرسله إلى قسطنطينة وأمر بوضعه في المكان المعروف بيدي قله وبعد أيام أمر بقتله فقتل ودفن في داخل المكان المذكور وقبره ظاهر ثمة ولقتله خبر مطول مخلصه إسناد بعض حسدته إليه التهاون في أمر قندية وأنه كان فاجر مع الكفار في محاصرتها واستفتى مفتي الدولة في قتله فامتنع ذهابا منه إلى براءته من ذلك فعزل ذلك المفتي وولي مكانه رجل أفتى بقتله فقتل وكان قتله سنة اثنيتين وسبعين وألف رحمه الله تعالى .
حسين باشا الوزير المعروف بصاري حسين أي الأصغر وهو أخو سياغوش باشا الوزير الأعظم كان من مشاهير الوزراء له الصولة الباهرة والهيبة العظيمة وكان فيه تلطف بالرعايا وانتقام من ذوي الكبر والمناصب ولي حلب مدة ثم نقل منها إلى نيابة الشام في سنة إحدى وثمانين وألف وعينه السلطان وهو نائبها السفر قمنيجة من بلاد الليه فتوجه إليها وفي خدمته العساكر الشامية وتعين هو وبعض الوزراء للمحاربة فكسره وهو ورفقاؤه وشاع أن الكسرة كانت بسوء تدبير منه فغضب عليه السلطان وعزله عن حكومة الشام ورفع منه رتبة الوزارة وأمره بالإعتزال في داره بقسطنطينة فأقام مدة منعزلا حتى لم يبق فيه رمق ثم عطفت عليه والدة السلطان وشفعت له بمنصب التفتيش بولاية أنا طولي فوليه وظهر سعيه فيه لطرف السلطنة فجوزى على ذلك بحكومة الشام ثاني مرة فقدمها ومهد أمورها بعد إختلال كان أصابها من حكامها وساس الرعية سياسة عجيبة ولزم كل أحد حده في عهده وعمر القصر المعروف به الآن في طرف الشرف بالميدان الأخضر من دمشق وكان مكانه يعرف قديما بالخانوتية وتأنق في وضعه وغرس فيه أنواع الأشجار من كل صنف وعز عليه بدمشق بعض أنواع الفاكهة فجلب من أماكن بعيدة والحاصل أنه أثر أثرا حسنا وفي أيامه وقع الجراد بدمشق ثلاث سنين متواليات فبعث رجلين من أهل دمشق إلى أنقره ليأتيا بماء السمرمر الذي يقال أنه إذا كان في بلدة يطرد الجراد عنها وكان وصولهما إلى دمشق في أواخر المحرم سنة ثلاث وتسعين وألف فأمر حسين باشا بخروج الصوفية بالإعلام وعامة الناس بالتهليل إلى لقائه فدخلوا به على سفح قاسيون من ناحية القابون حتى وضعوا منه حصة علي