@ 90 @ وهذه المذاهب والتقليدات التى معناها قبول قول الغير دون حجة لم تحدث الا بعد انقراض خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .
( وخير الأمور السالفات على الهدى % وشر الأمور المحدثات البدائع ) وإذا لم يسع غير العالم في عصور الخلف ما وسعه في عصور السلف فلا وسع الله عليه .
وهذا عارض من القول اقتضاه ما قدمناه فلنرجع إلى ما نحن بصدده من ترجمة هذا السيد الإمام فنقول وهو شاهد على ما قدمنا ذكره ان صاحب الترجمة لما ارتحل إلى مكة وقرأ علم الحديث على شيخه ابن ظهيرة قال للسيد ما أحسن يا مولانا لو انتسبت إلى امام الشافعى أو أبى حنيفة فغضب وقال لو احتجت إلى هذا النسب والتقليدات ما اخترت غير الإمام القاسم بن إبراهيم أو حفيده الهادى .
وبالجملة فصاحب الترجمة ممن يقصر القلم عن التعريف بحاله وكيف يمكن شرح حال من يزاحم أئمة المذاهب الأربعة فمن بعدهم من الأئمة المجتهدين في اجتهاداتهم ويضايق أئمة الأشعرية والمعتزلة في مقالاتهم ويتكلم في الحديث بكلام أئمته المعتبرين مع احاطته بحفظ غالب المتون ومعرفة رجال الأسانيد شخصا وحالا وزمانا ومكانا وتبحره في جميع العلوم العقلية والنقلية على حد يقصر عنه الوصف .
ومن رام ان يعرف حاله ومقدار علمه فعليه بمطالعة مصنفاته فإنها شاهد عدل على علو طبقته فإنه يسرد في المسئلة الواحدة من الوجوه ما يبهر لب مطالعه ويعرفه بقصر باعه بالنسبة إلى علم هذا الإمام كما يفعله في العواصم والقواصم فإنه يورد كلام شيخه السيد العلامة على بن محمد بن أبى القاسم في رسالته التى اعترض بها عليه ثم ينسفه نسفا بإيراد