@ 93 @ القاضي النحواني من جهة الجنوب ليس بينه وبينه شيء وأوصى وأن لا يبنى عليه أن يكفن في ثيابه التي كان يلبسها في حياته فنفذت وصيته وامتثل أمره بذلك رحمه الله ونفع به .
ومنهم الفقيه الصالح تقي الدين عمر بن أبي بكر الحارثي كان رحمه الله فاضلا رجلا فرضيا نحويا واعظا باذلا نفسه للطلبة حسن الخلق لين الجانب أخذ الفرائض عن ابن عمه الفقيه إبراهيم بن أبي بكر الحارثي والفقه عن الفقيه أحمد بن حسن البريهي والفقيه عبد الله بن محمد الكاهلي وغيرهم وانتفع به جماعة كثيرة من الطلبة من البلد وغيرهم وكان دأبه الاعتكاف في المدرسة الناصرية والتدريس بها وكان متواضعا غير معنف لأحد ممن قل أدبه عليه أو ساء حفظه من الطلبة محملا كلا منهم على قدر فهمه ومخاطبا لهم بالرفق وقد ظهرت له كرامات ذكرتها في الأصل في قصة عجيبة .
عاش الفقيه تقي الدين المذكور على الحال المرضي من التدريس والوعظ والعبادة حتى توفي سنة ثلاث وثلاثين وثمانمئة ودفن قريبا من قبر الشيخ حسام الدين مما يلي المشرق متأخرا عنه قليلا إلى جهة الجنوب على يسار النازل من السائلة رحمه الله تعالى ونفع به وروي له بعد وفاته رؤيا صالحة تدل على حسن حاله وطيب منقلبه