@ 329 @ وتكسير الأوفاق المختلفة وكانت له الهيبة وهو فقير ما يملك ما يقوم بكفايته ووهبه الله حسن الخلق بما لا يماثله فيه أحد من عصره فلما مات كان له ولد ينوبه في الخطبة في صحته وفي حال مرضه وبقي مكرما بعد وفاة أبيه ثم توفي سنة أربع وستين وثمانمئة .
ومنهم الفقيه العلامة البليغ رضي الدين أبو بكر بن يوسف بن إسحاق المشهور بابن المستأذن كان إماما فاضلا خالط العلماء وأخذ عنهم فحسنت سيرته وكمل تهذيبه وحفظ كثيرا من الأحاديث وبرع في فن الأدب ثم اشتهر بالوعظ فرتب خطيبا في جامع عدن فكان خطيبا مصقعا حسن الصوت سريع العبرة ترق له القلوب وتخشع له الأفئدة وكان يبكي من خشية الله وعمر حتى بلغ عمره سبعين سنة من مولده وتوفي آخر شهر ذي الحجة سنة خمس عشرة وثمانمئة وخطب بعده ولده عبد الرحمن ثم أعيدت الخطابة إلى ابن خالد المقدم ذكره فلما توفي ابن خالد رجع الفقيه رضي الدين وهو عبد الرحمن مستمرا بالخطابة وبقي بها إلى أن توفي بالفناء الأكبر سنة تسع وثلاثين وثمانمئة .
ومنهم الشيخ الصالح سراج الدين عبد اللطيف بن أحمد العراقي كان عابدا زاهدا فاضلا صالحا مفتوحا عليه بالمعارف له كرامات عديدة مشهورة بين الخاصة والعامة مكانه محترم وجاره لا يهتضم مأوى لكل غارق قال بعض من يعرفه لما رقت شمائله وعذبت كلمته انجذبت القلوب إلى حبه وحسن ظن الناس فيه