@ 327 @ .
وأما ثغر عدن فقد قال بعض أهله من العلماء والفضلاء بأنه قديم الهجرة أزلي حصين لم تزل البركة فيه ظاهرة وساكنة مرحوم ملاطف والغالب على سكنته الخشوع وسلامة الصدر ولم يزالوا مثابين مأجورين لا تكالهم على الله بمكثهم في جزيرة لا نبات بها ولا كلأ وكم تديرها من العلماء الصالحين والعباد والناسكين والأبدال والأعوان والأقطاب أمم يجلون عن الحصر على تداول الأزمان واختلاف الأحيان .
قلت وسأذكر منهم من كان في المئة الثامنة على القاعدة التي ذكرتها .
فمنهم الإمام الأجل الأوحد الأورع الأكمل العالم العامل ركن الدين أحمد بن حسن بن شينا بالشين المعجمة والياء والنون المعجمتين أيضا والألف هو من أهل عدن مولده سنة ثلاث وثلاثين وسبعمئة وكان والده دلالا في سوق البز فنجب له هذا الولد فكان علم الأبرار المتقين ونبراس البلغاء المبرزين نشأ في طلب العلم الشريف وجد في طلب السعادة حتى كشف له الحجاب ولم يزل يترقى ويأخذ في النمو والزيادة حتى صار وحيد عصره وفريد دهره وهو شيخ الإسلام وواسطة النظام كثير الصوم والعبادة عظيم البركة في الإفادة قرأ على أئمة من المتقدمين في جميع العلوم وأخذ عنه طائفة من فحول الطلاب ثم لما طعن في السن أكمه نظره في سنة عشر وثمانمئة وتوفي في اليوم الخامس والعشرين من شهر جماد الثاني سنة ست عشرة وثمانمئة وقد صار شيخا كبيرا من كثرة الرياضة .
كتب إلي الفقيه جمال الدين المغربي الشماع ما مثاله قال كنت أدخل على