@ 168 @ عنده مدة ثم غاضبته ولحقت بأخيها الحسن بن سرحان فمنعها منه فقامت عشيرة ماضي بن مقرب معه وقاتلوا الحسن بن سرحان وعشيرته وثارت الفتنة بينهم وقتل فيها الحسن بن سرحان واستمرت العداوة بينهم إلى أيام الموحدين فهذا سبب انتقال هؤلاء العرب من الحجاز ونجد إلى إفريقية .
وأما سبب انتقالهم من إفريقية إلى المغرب الأقصى فقد ذكرنا أن بني سليم بن منصور وبني هلال بن عامر اقترعوا على بلاد إفريقية فكان لبني سليم شرقها ولبني هلال غربها ثم تغلبوا على ضواحيها وأمصارها وضايقوا ملوكها بها .
وانضم إلى بني هلال بن عامر بنو جشم بن معاوية بن بكر فعلت أيديهم على الجميع واستمر أمرهم على ذلك إلى أن كانت دولة يعقوب المنصور الموحدي رحمه الله وثار ابن غانية ببلاد إفريقية كما تقدم فظاهرته العرب من جشم وهلال على الموحدين وأوقعوا بمقدمة المنصور فنهض إليهم من تونس وأوقع بالملثمين أولا ثم بالعرب ثانيا وقل جمعهم واتبع آثارهم إلى أن شردهم إلى صحارى برقة وانتزع تلك البلاد من أيديهم ثم راجعوا بصائرهم فأتوه طائعين خاضعين حسبما قدمنا الخبر عن ذلك مستوفى .
وكان الذين قاتلوه أولا ثم راجعوا طاعته ثانيا هم قبائل هلال بن عامر وجشم بن معاوية بن بكر كما قلنا وهم أصحاب غرب إفريقية وأما بنو سليم بن منصور فلم يقاتله منهم أحد فلذلك بقي بنو سليم بأرض إفريقية .
ونقل المنصور رحمه الله بني هلال وبني جشم إلى المغرب الأقصى حين أتوه طائعين وكان ذلك سنة أربع وثمانين وخمسمائة فأنزل قبيلة رياح من بني هلال ببلاد الهبط فيما بين قصر كتامة المعروف بالقصر الكبير إلى أزغار البسيط الأفيح هناك إلى ساحل البحر الأخضر فاستقروا بها وطاب لهم المقام وأنزل قبائل جشم بلاد تامسنا البسيط الأفيح ما بين سلا