@ 167 @ فلذلك لا يوثق به ولو صحت روايته لكانت فيه شواهد بآياتهم ووقائعهم مع زناتة وحروبهم وضبط لأسماء رجالاتهم وكثير من أحوالهم لكنا لا نثق بروايتها وربما يشعر البصير بالبلاغة بالمصنوع منها وغيره وهم متفقون على الخبر عن حال جازية هذه والشريف خلفا عن سلف وجيلا عن جيل ويكاد القادح فيها والمستريب في أمرها أن يرمى عندهم بالجنون لتواترها بينهم .
وهذا الشريف الذي يشيرون إليه هو من الهواشم وهو شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن أبي هاشم محمد بن الحسن بن محمد الأكبر ابن موسى الثاني ابن عبد الله أبي الكرام بن موسى الجون بن عبد الله الكامل بن حسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وأبو الفتوح هو الذي خطب لنفسه بمكة أيام الحاكم العبيدي وبايع له بنو الجراح أمراء طيىء بالشام وبعثوا عنه فوصل إلى أحيائهم وبايع له كافة العرب ثم غلبتهم عساكر الحاكم العبيدي ورجع إلى مكة وهلك سنة ثلاثين وأربعمائة فولي بعده ابنه شكر هذا وهلك سنة ثلاث وخمسين وولي بعده ابنه محمد الذي يزعم هؤلاء الهلاليون أنه من جازية هذه .
وقال ابن حزم إن شكر بن أبي الفتوح لم يولد له قط وإنما صار أمر مكة من بعده إلى عبد كان له .
وقال ابن خلدون بل أخبرني من أثق به من الهلاليين لهذا العهد أنه وقف على بلاد الشريف شكر بن أبي الفتوح وأنها بقعة من أرض نجد مما يلي الفرات وإن ولده بها لهذا العهد والله أعلم .
واعلم أن جازية بنت سرحان هذه كانت من بني دريد بن أثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة فهي هلالية أثبجية دريدية ومن مزاعمهم أنها لما صارت إلى إفريقية وفارقت الشريف ابن هاشم المذكور خلفه عليها منهم ماضي بن مقرب من رجالات دريد فأقامت