وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[40] إن فلسفة الفقر عنده تجتمع في هاتين الكلمتين: (إن الله سبحانه فرض في أموال الاغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني) (1). و (ما رأيت نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حق مضيع). ومن هنا أصبح من أبرز المشاكل التي حفل بها منهجه الاصلاحي يوم ولي الحكم، مشكلة الفقر والغنى. ولقد كان مجتمعه إذ ذاك يعاني جراحا عميقة بسبب هذه المشكلة، فقد ولي الامام الحكم والتفاوت الطبقي في المجتمع الاسلامي على أشد ما يكون عمقا واتساعا. ففي العهد السابق على ولاية الامام عليه السلام للحكم كانت الطريقة المنبعة في التقدير وإظهار الكرامة هي التفضيل في العطاء. وقد اتبعت هذه الطريقة في بعض الحالات بصورة خارجة عن حدود المعقول والمقبول، ففضل من لا سابقة له في الدين ولا قدم له في الاسلام على ذوي السوابق والاقدار. وقد أوجد هذا اللون من السياسة المالية طبقة من الاشراف لا تستمد قيمتها من المثل الاعلى للاسلام، وإنما تستمدها من السلالة والغنى والامتيازات التي ولا ماض عريق، وكان من عقابيل ذلك أن أحس الفقراء الضعفاء بالدونية واستشعر الاشراف الاستعلاء، وحرم الفقراء المال الذي تدفق إلى جيوب الاغنياء. فلما ولى الامام الحكم الفى بين يديه هذا الارث المخيف الذي يهدد باستئصال ما غرسه النبي في نفوس المسلمين. ________________________________________ 1 - نهج البلاغة - باب المختار من حكم أمير المؤمنين - رقم: 328. ________________________________________