[310] فشمخت واستطالت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الحديد، فقطعها، فقرت الجبال وذلت، ثم إن الحديد فخر على الجبال وقال: أي شئ يغلبني ؟ فخلق النار، فأذابت الحديد، فذل الحديد، ثم إن النار زفرت وشهقت وفخرت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الماء، فأطفأها، فذلت، ثم إن الماء فخر وزخر وقال: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الريح، فحركت أمواجه وأثارت ما في قعره وحبسته عن مجاريه، فذل الماء، ثم إن الريح فخرت وعصفت وأرخت أذيالها وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الانسان فبنى واحتال واتخذ ما يستتر به من الريح وغيرها، فذلت الريح، ثم إن الانسان طغى وقال: من أشد مني قوة ؟ فخلق الله له الموت، فقهره، فذل الانسان، ثم إن الموت فخر في نفسه، فقال الله عزوجل: لا تفخر، فإني ذابحك بين الفريقين: أهل الجنة وأهل النار ثم لا أحييك أبدا فترجى أو تخاف. وقال - أيضا -: والحلم يغلب الغضب، والرحمة تغلب السخط، والصدق تغلب الخطيئة. ثم قال أبو عبد الله (ع): ما أشبه هذا مما قد يغلب غيره ! (1). ________________________________________ (1) الكافي:: ج 8، ص 148، ح 129. * وعنه في مرآة العقول: ج 25، ص 359، ح 129، مع شرح مفصل. * وفي الوافي - الطبعة الحجرية -: مجلد 3، ج 14، ص 123، ب 41، مع بيان. * وفي تفسير البرهان: ج 3، ص 12، آية 39 من سورة مريم (19)، ح 2، وج 4، ص 480، آية 19 من سورة العلق (96)، ح 3، وفي سنده من المورد الاول سقط ________________________________________