[8] تسؤني في نفسي، ولا في أحد من أحبتي) أن شئت أن تسميهم واحدا واحدا فافعل، وإن شئت متفرقين وإن شئت مجتمعين. قال الرجل: والله لقد عشت حتى سئمت الحياة، قال أبو محمد هارون بن موسى رحمه الله: إن محمد بن الحسن بن شمون البصري كان يدعو بهذا الدعاء فعاش مائة وثمان وعشرين سنة في خفض إلى أن مل الحياة فتركه فمات - ره - (1). المكارم ودعوات الراوندي ومصباح الشيخ وجنة الامان والبلد الامين (2): روي أن من دعا بهذا الدعاء عقيب كل فريضة وواظب على ذلك، عاش حتى يمل الحياة، وفي المكارم إن رسولك الصادق المصدق صلواتك عليه وآله قال، وفي البلد الامين اللهم إن الصادق الامين صلى الله عليه وآله، قال. والمصباح موافق للمتن. بيان: قيل في التردد الوارد في الخبر وجوه: الاول أن في الكلام إضمارا، والتقدير: لو جاز على التردد ما ترددت في شئ كترددي في وفاة المؤمن. الثاني أنه لما جرت العادة بأن يتردد الشخص في مساءة من يحترمه ويوقره كالصديق والخل وأن لا يتردد في مساءة من ليس له عنده قدر ولا حرمة كالعدو والموذيات صح أن يعبر بالتردد والتواني في مساءة الرجل من توقيره واحترامه، و بعدمها عن إذلاله واحتقاره، فالمعنى ليس لشئ من مخلوقاتي عندي قدر وحرمة، كقدر عبدي المؤمن وحرمته، فالكلام من قبيل الاستعارة التمثيلية. الثالث أنه قد مر أن الله سبحانه يظهر للعبد المؤمن عند الاحتضار من اللطف والكرامة والبشارة بالجنة ما يزيل عنه كراهة الموت، ويوجب رغبته في الانتقال إلى دار القرار، فيقل تأذيه به، ويصير راضيا بنزوله، راغبا في حصوله، فأشبهت هذه المعاملة معاملة من يريد أن يؤلم حبيبه ألما يتعقبه نفع عظيم، فهو يتردد في أنه ________________________________________ (1) فلاح السائل ص 168 - 167. (2) مكارم الاخلاق ص 329، البلد الامين ص 12. ________________________________________