وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[355] ثم ظاهر الخبر أنه لابد أن يكون العبد دائما بين الخوف والرجاء، لا يغلب أحدهما على الآخر، إذ لو رجح الرجاء لزم الامن لا في موضعه وقال تعالى: " أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " (1) ولو رجح الخوف لزم اليأس الموجب للهلاك، كما قال سبحانه: " ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " (2). وقيل: يستحب أن يغلب في حال الصحة الخوف، فإذا انقضى الاجل يستحب أن يغلب الرجاء ليلقى الله على حالة هي أحب إليه، إذ هو سبحانه الرحمن الرحيم ويحب الرجاء. وقيل: ثمرة الخوف الكف عن المعاصي، فعند دنو الاجل زالت تلك الثمرة، فينبغي غلبة الرجاء، وقال بعضهم: الخوف ليس من الفضائل والكمالات العقلية في النشأة الآخرة، وإنما هو من الامور النافعة للنفس في الهرب عن المعاصي وفعل الطاعات مادامت في دار العمل، وأما عند انقضاء الاجل والخروج من الدنيا فلا فائدة فيه، وأما الرجاء فانه باق أبدا إلى يوم القيامة، لا ينقطع، لانه كلما نال العبد من رحمة الله أكثر، كان ازدياد طمعه فيما عند الله أعظم وأشد، لان خزائن جوده وخيره ورحمته غير متناهية لاتبيد ولا تنقص، فثبت أن الخوف منقطع، والرجاء أبدا لا ينقطع انتهى. والحق أن العبد مادام في دار التكليف لابد له من الخوف والرجاء وبعد مشاهدة امور الآخرة يغلب عليه أحدهما لا محالة بحسب ما يشاهده من أحوالها. 2 - كا: محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله ابن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا إسحاق ! خف الله كأنك تراه وإن كنت لا تراه فانه يراك، وإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون الناظرين ________________________________________ (1) الاعراف: 99. (2) يوسف: 87. ________________________________________