وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[23] أهل النار: " لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا في أصحاب السعير " (1) ومعلوم أن العقل في القلب والسمع منفذ إليه، وقال: " إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا " (2) ومعلوم أن السمع والبصر لا يستفاد منهما إلا ما يؤديانه إلى القلب، فكان السؤال عنهما في الحقيقة سؤالا عن القلب. وقال: " يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور (3) " ولم تخن الاعين إلا بما تضمر القلوب عند التحديق بها. ورابعها قوله: " وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون " (4) فخص هذه الثلاثة بإلزام الحجة واستدعاء الشكر عليها، وقد قلنا لا طائل في السمع والابصار إلا بما يؤديانه إلى القلوب ليكون القلب هو القاضي والمتحكم عليه. وقال تعالى: " ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ " (5) فجعل هذه الثلاثة تمام ما ألزمهم من حجة، والمقصود من ذلك هو الفؤاد القاضي فيما يؤدي إلى السمع والبصر. وأما الحديث فما روى النعمان بن بشير قال: سمعته صلى الله عليه وآله يقول: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. وأما المعقول فوجوه: أحدها أن القلب إذا غشي عليه فلو قطع سائر الاعضاء لم يحصل الشعور به، وإذا أفاق القلب فإنه يشعر بجميع ما ينزل بالاعضاء من الآفات، فدل ذلك على أن الاعضاء تبع القلب، ولذلك فإن القلب إذا فرح أو حزن فإنه يتغير حال الاعضاء عند ذلك، وكذا القول في سائر الاعراض النفسانية. وثانيها أن القلب منبع المشيئات الباعثة على الافعال الصادرة من سائر الاعضاء وإذا كانت المشيئات مبادئ الافعال ومنبعها هو القلب فالآمر المطلق هو القلب. ________________________________________ (1) الملك: 10. (2) الاسراء: 36. (3) غافر: 19. (4) السجدة: 19. (5) الاحقاف: 26. ________________________________________