وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[22] والجواب عن الثالث: أن الرزق المذكور في الآية محمول على ما يقوي حالهم ويكمل كمالهم، وهو معرفة الله ومحبته. بل نقول: هذا من أدل الدلائل على صحة قولنا، لان أبدانهم قد بليت تحت التراب والله تعالى يقول: إن أرواحهم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش. فهذا يدل على أن الروح غير البدن (1). وقال في قوله سبحانه " نزل به الروح الامين على قلبك ": فيه قولان: الاول أنه إنما قال " على قلبك " وإن كان إنما أنزله عليه، ليؤكد به أن ذلك المنزل محفوظ والمرسول (2) متمكن في قلبه لا يجوز عليه التغير، فيوثق [عليه] بالانذار الواقع مع (3) الذي بين الله تعالى أنه المقصود، ولذلك قال " لتكون من المنذرين ". الثاني أن القلب هو المخاطب في الحقيقة لانه موضع التمييز والاختيار، وأما سائر الاعضاء فمسخرة له، والدليل عليه القرآن والحديث والمعقول، أما القرآن فآيات: إحداها في سورة البقرة " نزله على قلبك " (4)، وقال ههنا " نزل به الروح الامين على قلبك " وقال: " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " (5). وثانيها أن استحقاق الجزاء ليس إلا على ما في القلب من المساعي، فقال: " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم (6) " وقال: " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم " (7) والتقوى في القلب لانه تعالى قال: اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى " (8) وقال تعالى: " وحصل ما في الصدور " (9). وثالثها قوله حكاية عن ________________________________________ (1) مفتاح الغيب: ج 21، ص 53. (2) في المصدر: للرسول. (3) فيه: منه (4) البقرة: 97. (5) ق: 37. (6) البقرة: 225. (7) الحج: 37. (8) الحجرات: 3. (9) العاديات: 10. ________________________________________