[297] فلما رجع الحسن عليه السلام دخلت عليه ام كلثوم وأقسمت عليه أن لا يترك الملعون في الحياة ساعة واحدة، وكان قد عزم على تأخيره ثلاثة أيام، فأجابها إلى ذلك، و خرج لوقته وساعته، وجمع أهل بيته وأهل البصائر من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه واله كصعصعة والاحنف وما أشبههما رضي الله عنهم وتشاوروا في قتل ابن ملجم لعنه الله تعالى، فكل أشار بقتله في ذلك اليوم، واجتمع رأيهم على قتله في المكان الذي ضرب فيه الامام علي بن أبي طالب عليه السلام. قال الراوي: ثم إنه لما رجع أولاد أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه إلى الكوفة واجتمعوا لقتل اللعين عدو الله ابن ملجم فقال عبد الله بن جعفر: اقطعوا يديه و رجليه ولسانه واقتلوه بعد ذلك، وقال ابن الحنفية رضي الله عنه: اجعلوه غرضا للنشاب وأحرقوه بالنار، وقال آخر: اصلبوه حيا حتى يموت، فقال الحسن عليه السلام: أنا ممتثل فيه ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السلام أضربه ضربة بالسيف حتى يموت فيها، واحرقه بالنار بعد ذلك، قال: فأمر الحسن عليه السلام أن يأتوه به، فجاؤوا به مكتوفا حتى أدخلوه إلى الموضع الذي ضرب فيه الامام علي بن أبي طالب عليه السلام والناس يلعنونه ويوبخونه، وهو ساكت لا يتكلم، فقال الحسن عليه السلام: يا عدو - الله قتلت أمير المؤمنين عليه السلام وإمام المسلمين، وأعظمت الفساد في الدين، فقال لهما: يا حسن ويا حسين عليكما السلام ما تريدان تصنعان بي ؟ قالا له: نريد قتلك كما قتلت سيدنا ومولانا. فقال لهما: اصنعا ما شئتما أن تصنعا، ولا تعنفا من استزله الشيطان فصده عن السبيل، ولقد زجرت نفسي فلم تنزجر ! ونهيتها فلم تنته ! فدعها تذوق وبال أمرها ولها عذاب شديد، ثم بكى، فقال له: يا ويلك ما هذه الرقة ؟ أين كانت حين وضعت قدمك وركبت خطيئتك ؟ فقال ابن ملجم لعنه الله: " استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون " ولقد انقضى التوبيخ والمعايرة، وإنما قتلت أباك وحصلت ________________________________________