وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 17 ] والغلط، فيعلم من الاوائل الثواني ومن الكليات الجزئيات المترتبة عليها، ومن البسائط - المركبات، ويعلم حقيقة الانسان وأحواله وما يكملها ويزكيها ويسعدها ويصعدها الى عالم - القدس، وما يدنسها ويرديها ويشقيها ويهويها الى اسفل السافلين علما ثابتا غير قابل للتغير ولا محتملا لتطرق الريب فيعلم الامور الجزئية من حيث هي دائمة كلية ومن حيث لا كثرة فيه ولا تغير وان كانت هي كثيرة متغيرة في أنفسنا وبقياس بعضها الى بعض وهكذا كعلم الله سبحانه بالاشياء وعلم ملائكته المقربين وعلوم الانبياء عليهم السلام بأحوال الموجودات الماضية والمستقبلية، وعلم ما كان وعلم ما سيكون الى يوم القيامة من هذا القبيل، فانه علم كلي ثابت غير متجدد بتجدد المعلومات ولا متكثر بتكثرها، ومن عرف كيفية هذا العلم عرف معنى قوله عز وجل: وفيه تبيان كل شئ، ويصدق بأن جميع العلوم والمعاني في القرآن الكريم عرفانا حقيقيا وتصديقا يقينيا على بصيرة لا على وجه التقليد والسماع ونحوهما إذ ما من امر من الامور الا وهو مذكور في القرآن اما بنفسه أو بمقوماته واسبابه ومباديه وغاياته ولا يتمكن من فهم آيات القرآن وعجائب اسراره وما يلزمها من الاحكام والعلوم التي لا تناهي الا من كان علمه بالاشياء من هذا القبيل. فصل قال بعض الفضلاء (1): من المعلوم عند اولي الالباب ان الاحاديث الشريفة ناطقة بأن كل واقعة تحتاج إليها الامة الى يوم القيامة ورد فيها خطاب قطعي عن الله تعالى فلم يبق شئ على مجرد اباحته الاصلية فالتمسك بالبراءة الاصلية لا يجوز في نفس (2) أحكامه تعالى. اقول: هذا انما يصح بالنسبة الى من خصه الله بفهم جميع الاحكام من القرآن ________________________________________ 1 - المراد من هذا البعض هو العالم الجليل المولى محمد امين الاسترابادي قدس الله تربته الزكية، والكلام مذكور في فوائده المدنية (106 من النسخة المطبوعة). 2 - في الفوائد المدنية: " نفى ". (*) ________________________________________