يمتنع في حقّها لحاظ معنيين مستقلّين في آن واحد([57])، أو باعتبار توارد المعلولين على علّة واحدة; لانه يرجع إلى إيجاد لحاظين في ذهن السامع باستعمال واحد([58]). وقد نوقش هذا الاستدلال بتقريبه الأول: بقدرة النفس على إيجاد تصوّرات متعدّدة في آن واحد([59]). كما نوقش تقريبه الثاني أيضاً: بأنّ اللفظ بلحاظ كلّ من الوضعين يكتسب حيثيّة قرن مؤكّد; مغايرة للحيثيّة التي يكتسبها بتوسط الوضع الآخر... وهو بلحاظ كلّ من الحيثيتين يكون سبباً في إيجاد معنى خاص، فلا يلزم صدور الكثير من الواحد([60]). ومنها: أنّ اللفظ لا يمكن في حال استعمال واحد لحاظه وجهاً لمعنيين وفانياً في كلّ منهما([61])، ومع فنائه في أحد المعنيين فأيّ وجود يبقى له لكي يفرض فناؤه في المعنى الآخر؟ وقد نوقش هذا الوجه: بأنّ الألفاظ تستعمل استعمالاً أداتياً مع الغفلة عنها عادةً، وعدم التوجّه إلى اللفظ كما يلائم استخدامه أداة لتفهيم معنى واحد يلائم استخدامه اداةً لتفهيم معنيين([62]). ومنها: أنّ استعمال أيّ لفظ في معنىً إنّما هو بمعنى ايجاد ذلك المعنى باللفظ بوجود جعلي تنزيلي، فإذا كان الوجود الحقيقي واحداً فليس هناك أمران