وتعني: يتعالى على. وتعني: يسخر من، يتهكّم[668]. واضح ممّا سبق تقارب المعنى في معظم المفردات، ممّا يؤدّي إلى معنىً واحد، ألا وهو: سبّ ولعن، وتعال وتهكّم، وتقليل شأن، واتّهام بالتصنّع، ومقابلة الرسالة بالجمود في المكان من العجب والاستغراب، وبالفتور وباللامبالاة. ونستطيع الآن أن نفسر معنى الآيات في ضوء ما سبق: تطاولوا، وتعالوا عليك، وسخروا منك، وحقّروا وقلّلوا من شأنك ومن شأن القرآن المجيد (الذي لا يعلو عليه شيء من فعل البشر) بل إنّهم عجبوا أن أرسل على واحد منهم رسالة الإسلام، وقالوا: إنّ هذا لشيء عجيب، وعجبوا حين قال الرسول والقرآن بالبعث، بل إنّهم كذّبوا بالحق والحقيقة لمّا جاءتهم، وقد اضطروا حينما بلِّغوا. والآيات التالية تشرح لهم بالمنطق والعقل خلق الله وقدرته على كلّ شيء، حتّى على الموت والبعث، وتذكر الآية رقم: 36 بالقرون الأولى، وما حدث لهم لمّا أتتهم رسلهم بالبيّنات ولم يصدّقوا، وقد كانوا أشدّ قوّةً وبأساً من هؤلاء في مكّة! * * * سورة (ص): فكلمة «ص» تكتب هكذا بالمصرية: وتعني: يقول، يخبر (وتأتي في مدخل جملة من الكلام المباشر)، يعلن ويعترف،