خلاله أنّ للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض تحقّق فيه الرسالات مغزاها الكبير وهدفها النهائي. وكتب المرحوم النسّابة آية الله المرعشي النجفي في مقدمة المجلّد الثالث عشر من كتابه «إحقاق الحقّ» يقول: «إنّ الأمم والمذاهب والأديان اتّفقت كلمتهم على مجيء مصلح سماوي إلهي ملكوتي لإصلاح ما فسد من العالم.... غاية الأمر أنّه اختلفت كلمتهم بين من يراه عزيراً، وبين من يراه مسيحاً، ومن يراه خليلاً، ومن يراه من المسلمين من نسل الإمام مولانا أبي محمّد الحسن السبط، ومن يراه من نسل الإمام مولانا أبي عبدالله الحسين السبط الشهيد...». فالاهتمام العالمي شامل لهذه القضية، وليس الإسلام وحده وإن فاقهم بما لا مزيد عليه من أحاديث تجاوزت حدّ الاستفاضة، وأخبار كثيرة وعن طرق مختلفة ومتعدّدة، لايمكن إنكارها أو صرف النظر عنها، يرويها ائمة الحديث وأكابر الحفّاظ على اختلاف طبقاتهم. وهذا الكتاب «العرف الوردي في أخبار المهدي» الماثل بين يديك ـ عزيزنا القارئ ـ يسعى إلى الكشف عن حقيقة الاهتمام الإسلامي تجاه هذه القضية، وإماطة اللثام عن أخرى أكثر إثارة وهي اهتمام المسلمين عموماً، بجميع مذاهبهم ومشاربهم، بأهل البيت عليهم السلام الذي يمثّل المهدي أحد أقطابهم وخاتم كبّارهم، وهو ما يعني المزيد من المشتركات الموجودة بين الفريقين: الشيعة والسنّة في ميدان الحديث والسيرة والتاريخ والملاحم المتعلّقة بآخر الزمان. لكن ما يميّز هذا الكتاب أمران: الأول: اعتماده على الأصول الحديثية المشهورة عند المسلمين، ولايشكّ اثنان في دقّتها وأصالتها وصحّتها، إضافة إلى كون المؤلّف العلاّمة السيوطي يعدّ من أعلام الحديث وكبّار المحدّثين المبرزين في القرن العاشر الهجري، الذي عُرف بسعة علمه في هذا