أورد ابن حجر عدّة أخبار في هذا المعنى، ثم قال: فهذه الأخبار كُلّها لا تنافي أنّ المهدي من ذرّية رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ولد فاطمة الزهراء ; لأنّ الأحاديث التي فيها أنّ المهدي من ولدها أكثر وأصحّ، بل قال بعض حفّاظ الأُمّة وأعيان الأئمة: أنّ كون المهدي من ذرّيته (صلى الله عليه وآله) ممّا تواتر عنه ذلك، فلا يسوغ العدول ولا الالتفات إلى غيره. ثم ذكر الشيخ السفاريني (رحمه الله) خمس فوائد، تكلّم على كُلّ واحدة منها، الأُولى: في حليته وصفته، والثانية: في سيرته، والثالثة: في علامات ظهوره، والرابعة: في الإشارة إلى بعض الفتن الواقعة قبل خروجه، والخامسة: في مولده وبيعته ومدّة ملكه ومتعلّقات ذلك، ثم قال بعد الانتهاء من الكلام على الفوائد الخمس: قد كثرت الأقوال في المهدي، حتّى قيل: لا مهدي إلاّ عيسى، والصواب الذي عليه أهل الحقّ أنّ المهدي غير عيسى، وأنّه يخرج قبل نزول عيسى (عليه السلام) ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتّى بلغت حدّ التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنّة حتّى عُدَّ من معتقداتهم.