الخاطئة، والعقبة الكؤود في طريق وصولهم إلى الغنى والسيادة! فكان من حصيلة تأمّلهم، ومجموع مشاوراتهم مع أطراف أجنبية ـ يهودية ونصرانية ـ وجمع كل ما استطاعوا من قوة لمحاربة القرآن، أنّهم أمعنوا في التشويش على الناس، وصعّدوا الحملات ضدّ القرآن وضدّ الذي نزل عليه، من خلال بثّ الطعون، ونشر الأكاذيب والتُهم في حقّه. وقد استعملوا أساليب التطبيل والتهريج تارةً والقوة والقسوة تارة أخرى، وابتدع شعراؤهم من خيالهم التهم والافتراءات، وساندهم على ذلك اليهود الذين ترتبط مصالحهم معهم، من أجل تكريس الواقع الجاهلي في الناس. فقاموا بوصف القرآن بصفات مشينة لغرض إيجاد حالة من النفرة عنه! يحكي القرآن عن بعض هذه المزاعم: (فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ)[1]. (فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ)[2]. (فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ)[3]. (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)[4]. (وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ)[5].