معرفة ولو بسيطة، وبلغة تلائم العصر الراهن، ليعمّ نفعه بين الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية والتعليمية. فالمؤلّف لم ينفِ التحريف، وكونه أسطورة حاول الاستعمار وأذنابه أن يكرّسوه في الواقع الإسلامي، ويرسّخوه في أذهان الرأي العام العالمي فحسب، بل أكّد على مسألة في غاية الأهمية، وهي أنّ توجيه الطعون للقرآن تعني توجيهها إلى الإسلام، وأنّ السنّة والشيعة على السواء هم المعنيون في هذه الحملات التشويهية الواسعة النطاق، وأنّ المشكلة ـ في الحقيقة ـ تمسّهما معاً مباشرةً. لذا اتّخذ وتيرةً جديرة بالتقدير في كتابه هذا، وتتمثّل في أنّه لم يدافع عن الشيعة الإمامية الذي يمثّل هو أحد علمائها، ويدفع عنهم هذه التهمة الزائفة فحسب، بل صبّ دفاعه عن أهل السنّة أيضاً، لأنّهم أيضاً بريئون من هذه التهم الباطلة. وهذا ما دعا المركز العلمي التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى الاهتمام بهذا الكتاب، و نقله إلى العربية، بما يحمل من مذاق خاصّ، وطرح رشيق يدلّ على مدى وعي وانفتاح مؤلّفه، إضافة إلى