وانتشارها، ومحاولة الفصل بين الجماهير الإسلامية، لا بل الجماهير المستضعفة وبين قيادتها. كما تتمثل في وسائل الإعلام الموجّهة ضدّ الإسلام ومظاهره وضدّ كلّ ما يمت بصلة إلى الإسلام. وتتمثل أيضاً بالمؤتمرات الدولية واسعة الأبعاد والتي تعمل على مسخ الهوية الإنسانية وتفكيك عرى العائلة الإنسانية، ونشر التفكّك والتميُّع، والفساد الأخلاقي، كما تتمثل في عشرات المعاهدات والاتفاقيات التي تعقد بين الدول الكبرى نفسها، وبينها وبين دول المنطقة لوقف هذا التحرك الإسلامي العظيم، بل إننا نجد الغرب يعطي الضوء الأخضر للشيوعيين لاستعادة دورهم القيادي في الجمهوريات الإسلامية المستقلة والتي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي، لا لشيء إلا خوفاً من وصول المد الثوري الإسلامي لهذه المناطق. ولا نستطيع هنا أن نستوعب كلّ هذه المساحة، وإنّما نريد الإشارة إلى أن كلّ ردود الفعل هذه تترك أثرها الكبير على الساحة الدولية، وتغير من الاستراتيجيات الدولية والمعاهدات، وتفتح مجالاً لتصوير عدوّ كبير للعالم الغربي، وصب كلّ الاهتمامات لتدمير هذا العدو الكبير، كما تترك أثرها في سعي الدول الاستكبارية لاستغلال الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى للوقوف أمام هذه النهضة ومحاصرتها، والعمل على ضربها في مهدها، وقطع اتصالها بجماهيرها. ولذلك أستطيع القول - بكل صراحة - إن الحركات الثورية الإسلامية هي الهاجس الأكبر للطامعين وهي حجر الزاوية في كلّ تخطيط استراتيجي عالمي.