والحماس لدى هذه الحركة أو تلك، إلا أنها نجحت في تأجيج الشوق الجماهيري نحو تطبيق الإسلام، وأوجدت شعوراً ذا مساحة معتدٍّ بها بلزوم مقاومة مظاهر الطاغوت والعودة إلى الإسلام. ثالثاً: ردود الفعل التي أعقبت الهجوم الغربي الفاشل على العالم الإسلامي، فبالرغم من التخطيط الدقيق لهذا الهجوم، والعمل على أن يستوعب مختلف الجوانب، وبالرغم من التمزيق القومي، والوطني، والعنصري، والتاريخي، وبالرغم من أنه زرع في وجود الأُمة البؤرة السرطانية الخبيثة، وأثقلها بالحكّام العملاء، وسرّب إليها سمومه الفكرية والعاطفية، وملأ حياتها بالمجون والترف والفسق؛ فإن هذا الهجوم أنتج نتائج عكسية، إذ أيقظ الأُمة وعلّمها أن عزتها تكمن في إسلامها، وقد كان تأثير الهجوم بشكل معكوس بأسلوبين: الأول: إنه كشف نفسه وحضارته وأخلاقه أمام أبناء هذه الأُمة، وراح يحاول أن ينهب خيراتها، ويحطم شخصيّتها، ويعبث بقيمها. الثاني: إنه دفع الحريصين المؤمنين بمستقبل الأُمة إلى اتخاذ موقف المواجهة، والتخطيط للصحوة. وكان من جملة ما انكشف زيفه للجماهير المسلمة تلك الصيغ الرجعية للحكومة الإسلامية، وتلك الأطروحات المموّهة للوحدة الإسلامية. وهكذا أثّرت كل هذه العوامل أثرها الكبير في الإسراع بالصحوة والنهضة مما جعل الأُمة على أعتاب تحوّل تاريخي كبير، نسأل الله جل وعلا أن يحققه قريباً عاجلاً.