يفتّش الأمور، ويعلم الكثير من الحوادث داخل الحوزة العلمية ويعرف من أحوال الأشخاص مالا يعرفه غيره، وقد حصل لديه خبرة في علم الرجال ولاسيما في طريقة السيّد الأستاذ على حدّ لا يوازيه أحد، وقد أعدّ القصاصات مستكملاً آثار السيّد الأستاذ، لكتب الحديث والرجال التي يرتب الأستاذ أسانيدها ورجالها، من جديد وأضاف إليها أسانيد كتب الصدوق وعَرَضها على الأستاذ فاستصوبه وكان يقول لي: عندي في البيت قسط كبير من هذه القصاصات يمكنني ترتيب أسانيد كلّ من تلك الكتب إذا شئت من جديد، مثل ما حررته للأستاذ ورتّب منها نموذجا من أسانيد التهذيب ونُشِرت مع مقدمتي في كتاب «الذكرى الألفية للشيخ الطوسي رحمه الله» الحاوي للمقالات العربية للمؤتمر الألفي له. ومهما كان الأمر، فقد تمت كتابة هذه الكتب في سلسلتين ـ كما شرحنا ـ وكانت عند الأستاذ الإمام في مكتبته وكان يراجع إليها ويصحّحها بخطه، أو يرتب فهرساً لبعضها مما يلاحظه الناظر فيها. إلى أن ارتحل إلى ربه ولم يُنشر منها شيء وكلّ من يعرف عنها شيئاً، أو سمع بها، كان يتمنّى طبعها، علماً بأنها من ذخائر الآثار في علم الرجال. وأنا كنت من جملة من كان يسعى دائماً في هذا السبيل، إلى أن وفق الله تعالى (مجمع البحوث الإسلامية = بنياد پژوهشهاى إسلامي) التابع للآستانة الرضوية، لنشرها لأول مرّة (بالأوفست) وكلها بخط صديقنا الشيخ النوري سوى واحدة هي بخط المغفور له السيّد محمد حسن كما مرّت بنا.