ومن معالم شخصيته البارعة، أنّه كان مهتّماً بأمر الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب. ولعلّه كان أوّل من عنى بتدريس الفقه المقارن وطرح آراء أئمة المذاهب ضمن دروسه المسمّاة بـ «الدرس الخارج» وقام ببث هذه الفكرة والأسلوب في الأوساط العلمية الشيعية في إيران، واهتم بتنفيذها من خلال العلاقات التي أقامها مع فقهاء السنّة وفي مقدمتهم شيوخ الأزهر الشريف، ومن خلال دعمه للحركة التقريبية التي قام بها علماء الأزهر مع جمع من علماء الشيعة الإمامية والزيدية المتجسّدة في تأسيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بالقاهرة. تصدير ومن أبرز تلامذته الذي انتهل العلوم والمعارف الإسلامية من منهله وروّى من ينبوع علمه هو الأستاذ العلاّمة محمد واعظ زاده الخراساني الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حالياً والذي حضر في حلقات دروسه في الفقه والأصول مدّة عقد من الزمن. فكان من تلامذته النشطين. ولما توسّم فيه الإمام الخير والنبوغ والاستعداد الكامل للنّيل إلى مدارج الكمال. شاركه في حلقته الحديثية والرجالية الخاصة التي كانت تقام في بيته وتحت إشرافه بمشاركة عدد من أصحابه المقربين له. فعمل الأستاذ تحت إشرافه مباشرة لإخراج روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام من مصادرها المعروفة وترتيبتها ونظمها ترتيباً رائعاً ونظماً جديداً، وذلك بالمقارنة مع الأحاديث المأثورة عن طرق صحابة الرسول والمنقولة في أصول وجوامع إخواننا أهل السنّة. فكانت هذه الحلقات والدروس حافلة بالخير والعطاء الكثير لجميع المشاركين خاصة للأستاذ العلاّمة واعظ زاده الخراساني في انعقاد النواة الأصلية لأفكاره التقريبية، مما سبّب مواصلته للنشاطات التقريبية في دراساته ومحاضراته فيما بعد. فقام بزيارات عديدة للبلدان الإسلامية والتقى علماءها ومفكريها لبثّ فكرة التقريب والوحدة الإسلامية. وانطلاقاً من هذه المكانة العلمية الرفيعة والتجارب التقريبية الثمينة والإخلاص في الأعمال والنشاطات، اختاره سماحة آية الله الإمام الخامنئي قائد الثورة