بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الهداة المهديين وأصحابه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: يعتبر آية الله العظمى الإمام السيد حسين الطباطبائي البروجردي أحد كبار علماء الشيعة في المنتصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري. تصدّى المرجعية الدينية العليا والزعامة العلمية للطائفة الإماميّة بعد أن هاجر من مسقط رأسه «بروجرد» إلى مدينة «قم» بطلب من مدرسي وعلماء وأساتذة الحوزة العلمية، مهتمّـاً بتحكيم أركان العلم فيها ونيلها إلى ذروتها وسيرهامدارج الكمال. فحضيت مدينة «قم» بنشاطاته شهرة واسعة بين المراكز العلمية والدينية في العالم الإسلامي وازدهر العلم في ربوعها وتربّى فيها العلماء والمجتهدون وتخرّج منها كثير من الفقهاء والفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في شتى مجالات العلم، منهم قائد الثورة الإسلامية ومفجرها الإمام الخميني «رضي الله عنه». وكان الإمام البروجردي إلى جانب سائر صفاته النبيلة وملكاته النفسانية الجليلة ممتازاً بسعة علمية واضطلاع في شتى مجالات الفقه والأصول والحديث والرجال واختلاف آراء العلماء والمجتهدين وأئمة المذاهب الإسلامية.