والحرص على أن يكون لكل مسألة فقهية عنوان خاص، هي من جملة الأسباب لأن تطرّقت تلك النقائص إلى كتاب (وسائل الشيعة)، وقد تصدى الأستاذ الإمام لرفعها بإنشاء لجنة من تلامذته، اشتغلوا تحت اشرافه طيلة حوالي سبع سنين بتأليف كتاب جامع لما في الوسائل ومستدركه، بأسلوب مبتكر يجانب التكرار والتقطيع والتشتيت بين الأمثال، نقلاً عن أصح النسخ الموجودة من الكتب الأربعة وغيرها، فجاء الكتاب والحمد لله مع حسن التنظيم والتبويب أضبط وأثبت بكثير من كتابي (الوسائل ومستدركه) حاو لما جاء في مقدمة الكتاب من المزايا وسنوجزها نحن في هذا البحث ونضيف عليها. وقد تمّ تأليف الكتاب في حياة الأستاذ وسماه هو (جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة) وكان ينظر فيه، ويصححه، ويبدي آراءه في أثناء العمل ويشترك في لجنة الحديث ويتابع العمل حتى تم، فأمر بطبعه، وخرج قسم من الجزء الأول طبعاً على الحجر وكان يشتغل بتقديم الكتاب فوافاه الأجل، ولم يكمل ما كان بصدد ذكره في المقدمة إلى أن قام ابنه العالم السيّد محمد حسن بإكمالها مستفيداً مما سمعه من أبيه ومما كتبه غيره من أعضاء اللجنة ومما كتبته أنا في حياة الأستاذ تصديراً للكتاب ونظر فيه الأستاذ واستحسنه، فالحقت المقدمة بطولها بالجزء الأول ثم نشر جزء آخر أو جزءان من الكتاب بهذا الشكل وتوقف طبعه بموت ابنه رحمة الله عليهما. إلى أن قام المرجع الأعلى آية الله الخوئي رضوان الله تعالى عليه باشتراء جميع مخطوطات الكتاب ثم أمر بطبعه في قطع صغير على الحروف واستمر نشره لحد الآن وخرج