الشخصيات الشيعية مكتفين بذكر الاسماء وبعض ما اثر عنها كما يأتي: 1ـ الامام الشيخ محمود شلتوت (شيخ الازهر): ويعد من ابرز دعاة التقريب، إذ اشتهر بفتواه المعروفة التي وضعت اساساً متيناً للتآخي بين السنة والشيعة، ورفعت الغبش في نظرة كل منهما للآخر. ولقد كان (رحمة الله) موضوعياً في تصوراته إلى حد بعيد ويدعو للموضوعية دائماً; فهو يقول ـ مثلا - عن المرحوم الطبرسي ـ وهو من علماء الامامية الكبار ومن مؤلفاته تفسير (مجمع البيان) ـ يقول عنه: (قد استطاع إلى حد بعيد ان يغلب اخلاصه للفكرة العلمية على عاطفته المذهبية… فاننا لا نراه مسرفاً في مجاراة هذه العاطفة ولا حاملاً على مخالفيه ومخالفي مذهبه). ويضيف (فأول شيء على المسلمين وأوجبه على قادتهم وعلمائهم ان يتبادلوا الثقافة والمعرفة وان يقلعوا عن سوء الظن وعن التنابز بالالقاب، والتهاجر بالطعن والسباب). ([67]) 2ـ الامام الشيخ عبد المجيد سليم وهو أيضاً من اكبر الدعاة إلى الوحدة الإسلامية والتقريب، وكان العدد الأول من مجلة (رسالة الإسلام) مزيناً ببيانه الهام الذي يوضح ان مسألة التقريب عميقة الجذور في تاريخنا وتراثنا، فيقول فيه: (ولقد كان اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتابعون لهم باحسان والأئمة عليهم الرضوان، يختلفون، ويدفع بعضهم حجة بعض، ويجادلون عن ارائهم بالتي هي احسن، ويدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم نسمع ان احداً منهم رمى غيره بسوء… ولكن المسلمين لم يلبثوا ان انحرفوا عن هذه السبيل، واتخذوا من خلافاتهم عصبيات جامدة لا تعرف التفاهم). ويعتبر المرحوم اول من راسل الامام البروجردي وشكره على دعمه لفكرة التقريب فكان يرد عليه بكل احترام ويعتبره ممن وقفوا أنفسهم لخدمة الأُمة. ويروي المرحوم