5 ـ تحريم طاعة المسرفين. تلك عناوين خمسة نحاول أن نوجزها فيما يلي، ونترك الشرح والبسط للكتب الموسّعة في هذا الباب. 1 ـ حرمة الركون إلى الظالمين لقد حرّم الله تعالى علينا الركون إلى الظالمين، والاطمئنان إليهم، والرضا بأفعالهم. يقول تعالى: ( وَلاَ تَرْكَنُواْ إلى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ )[74] والركون المحرّم هو السكون والميل والاطمئنان إلى الظالم، وقبول سيادته وحكمه. يقول علماء اللغة: الركون: الإدهان، والمصانعة، والحبّ، والمودّة، والطاعة، والرضا، والميل، والاستعانة، والدنو. وكل من لا يحكم بما أنزل الله، ويتجاوز حدود الله، فهو من الظالمين بلا إشكال. يقول تعالى: ( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )[75]. ويقول تعالى: ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )[76]. ومن أوضح مصاديق الركون إلى الظالمين والسكون إليهم: التعايش معهم في نظام جائر ظالم منحرف عن شريعة الله، يحكمه الظالم، والسكون إلى ظلّ سيادة حكومة ظالمة، وقبول سيادتها وقراراتها، والانسجام معها، والتعامل مع مؤسساتها ومرافقها، وما تهيّئها هذه الأنظمة للناس من حماية، وما تفرضه عليهم من قوّة وقانون...، كل ذلك من مصاديق الركون والسكون الذي حرّمه الله تعالى، ونهى عنه نهياً صريحاً.