والإساءة والإفساد القائمة في المجتمع، وفي النفس، وتتأثّر بسرعة بهذه العوامل، أمّا عندما تقوم العلاقة على أساس متين من «السلام» و «النصيحة»، وتتكوّن خيوط العلاقة منهما جميعاً، فإنّها تقاوم إلى حدٍّ بعيد عناصر الإخلال والإفساد القائمة في النفس والمجتمع. ومردود سلامة العلاقة على الإنسان نفسه، فإنّ العلاقة إذا سلمت سعد الإنسان وسلم، واستقامت له حياته، وإذا فسدت العلاقة شقي الإنسان واختلّت حياته، وأكثر شقاء الناس وعنائهم وعذابهم من فساد العلاقة، ولهذا السبب يعطي الإسلام هذا الاهتمام العجيب بأمر العلاقة، ويضع شبكة العلاقات الإنسانية ضمن هذا القانون المتكامل، قانون «الولاء». وجوب النصيحة في الإسلام النصيحة كالسلام، ليس أمراً كمالياً في بناء المجتمع الإنساني، وفي بناء شبكة العلاقات الإنسانية، وإنّما هي حاجة ضرورية لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان، ومن دونها لا تستقيم حياته، ولذلك تظافرت النصوص في الإسلام على وجوب النصيحة، وتحريم الغشّ، كما تظافرت على وجوب السلام وتحريم العدوان. وجوب النصيحة في النصوص الإسلامية وفيما يلي نستعرض طائفةً من هذه النصوص: ـ روى الحسن بن محمد الطوسي في مجالسه، عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن خالد الصرافي، عن محمد بن إسماعيل بن ماهان، عن زكريا بن يحيى، عن ابن عبد الرحمان، عن سفيان بن الجرّاح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري