عليه دليلا يدلّ عليه، وجعل على من تعدّى ذلك الحدّ حدّاً»[21]. وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام): «ما من شيء إلاّ وفيه كتاب أو سنّة»[22]. وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجّة الوداع، فقال: «يا أيها الناس، والله ما من شيء يقرّبكم من الجنة ويباعدكم من النار، إلاّ وقد أمرتكم به، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم من الجنة، إلاّ وقد نهيتكم عنه»[23]. وقد عقد الكليني (رحمه الله) في اُصول الكافي باباً سمّاه (باب الردّ إلى الكتاب والسنّة)، وأنّه ليس شيء من الحلال والحرام وجميع ما يحتاج الناس إليه إلاّ وقد جاء فيه كتاب أو سنّة[24]. 2 ـ الصفة الاجتماعية في الفقه ومن خصائص هذا الفقه: الصبغة الاجتماعية البارزة فيه، فهو يعطي اهتماماً كبيراً بشؤون الحياة الاجتماعية، في دائرة أوسع من دائرة العلاقات الشخصية والعائلية، وحتى الأحكام التي تخصّ علاقة الفرد بالله تعالى كالصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، والخمس (العبادات)، مطبوعة بشكل واضح بطابع الحياة الاجتماعية. فإنّ إقامة الصلاة جماعة، وإقامة صلاة الجمعة، وتوقيت صيام المسلمين جميعاً في وقت واحد، وإفطارهم في وقت واحد، وتحديد مصارف الخمس والزكاة في حاجات فقراء المسلمين.. والأمر بإقامة الحج كل سنة لجميع المسلمين، في نقطة واحدة من الأرض، كل ذلك يؤكّد هذه الصبغة الاجتماعية في الفقه.