إمامة أهل البيت (عليهم السلام) من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي هذا التسلسل المنطقي الذي سلكناه نستطيع أن نفهم موقع «حديث الغدير» من هذا الدين. ففي موقع الغدير يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمام ذلك الحشد العظيم من الناس الذين رجعوا معه من حجّة الوداع، قبل أن يفترق الناس في الطرق: «ألست أولى بكم من أنفسكم ؟». وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى في سورة الأحزاب: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) وهي من أوضح آيات القرآن في إمامة وولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فيجيبه الناس بالإيجاب، فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه». ثم يدعو الله تعالى لمن نصره ووالاه في هذه الولاية: «اللّهم والِ من والاه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»[325]. والحديث متواتر لدى الفريقين، لا يتوقّف أحد يحترم علمه في صحّة سند الحديث، وقد صحّح أسانيده جماعة من كبار الحفّاظ والمحدّثين ورجال الجرح والتعديل ; كالحاكم في المستدرك والترمذي والطبري والذهبي وغيرهم. وإمامة علي (عليه السلام) في هذا الحديث تأتي في امتداد إمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وولايته، وإمامة رسول الله وولايته تأتي في امتداد حاكمية الله وولايته على عباده. وما يقع في امتداد هذه الإمامة يقع في امتداد ولاية الله...