لله تعالى وحده، ولا تصحّ لأحد إلاّ أن تكون في امتداد ولاية الله... فلابدّ أن يكون نصب الإمام والحاكم الأعلى للأُمة من جانب الله سبحانه على نحو العموم أو الخصوص، ومن دون ذلك لا تتمّ شرعية الولاية لأحد من الناس. وقد نصب الله تعالى رسوله خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) إماماً وحاكماً على الناس، فقال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)[318]. وأمر الناس بطاعته، فقال سبحانه: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)[319]. ويقول تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلاَ مُؤْمِنَة إذا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)[320]. ومن قبل نصب داود (عليه السلام) خليفةً، وإبراهيم خليله (عليه السلام) إماماً للناس، وجعله وإسحاق ويعقوب (عليهم السلام)يهدون بأمره. يقول تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الاَْرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ)[321]. ولمّا جعل الله تعالى إبراهيم (عليه السلام) إماماً للناس، فتمنّ من الله الإمامة لذريّته، فاستجاب الله تعالى لدعاء خليله استجابةً مشروطةً بالصلاح والعدل، قال: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)[322]. ويقول تعالى عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ