(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإسلام)[303]. (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[304]. (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)[305]. ج ـ التوحيد النظري والعملي معاً في القرآن ويجتمع التوحيد النظري والعملي في آيات عديدة من القرآن، نذكر منها قوله تعالى: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[306]. والخلق والأمر وإن وردا في هذه الآية على نحو العطف، ولكنّ من الواضح أنّ حقّ «الأمر» و «الحكم» يترتّب على «الخلق»، فمن خلق يحقّ له أن يأمر في خلقه ويحكمهم. ثم تأمّل قوله تعالى: (وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ)[307]. أيّة علاقة منطقية متينة في هذه الآية بين (وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)وبين (وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً) ؟ إنّ الذي يملك السماوات والأرض ومن فيهما وما فيهما، لابدّ أن يدين له من في السماوات والأرض بالطاعة. إنّ من له الخلق، له الدين بالضرورة.