هل تنعقد الإمامة بالثورة المسلّحة من دون بيعة؟ يذهب جمهور فقهاء السنّة إلى انعقاد الإمامة للحاكم بالثورة المسلّحة، والسيطرة على مراكز الحكم، وإسقاط نظام الحكم السابق، وفرض الإدارة الجديدة بالقوة العسكرية، ولا يحتاج انعقاد الإمامة حينئذ إلى عقد البيعة من قبل جمهور المسلمين أو من جانب أهل الحلّ والعقد. وهذا مذهب معروف وقديم عند أهل السنّة. 14 ـ يقول أبو يعلى الفراء: (فقال ـ أحمد بن حنبل ـ في رواية عبدوس بن مالك العطّار: ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمّي أمير المؤمنين، فلا يحلّ لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً، برّاً كان أو فاجراً. وقال (أحمد) أيضاً في رواية أبي الحرث «إذا خرج عليه من يطلب الملك، فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم، تكون الجمعة مع من غلب»، واحتجّ بأنّ ابن عمر صلّى بأهل المدينة في زمن الحرّة، وقال: نحن مع من غلب)[198]. 15 ـ ويقول التفتازاني في شرح المقاصد: (إذا مات الإمام، وتصدّى للإمامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف، وقهر الناس بشوكة، انعقدت له الخلافة. وكذا إذا كان فاسقاً أو جاهلا