أمرني بالبيعة، فأقبل الناس يبايعونه على أن لا يفرّوا، وقيل: بايعهم على الموت، وأرسلت قريش وفداً للمفاوضة، فلمّا رأوا ذلك تهيّبوا وصالحوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)[164]. قال ابن إسحاق: فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الموت، وكان جابر بن عبدالله يقول: إنّ رسول الله لم يبايعنا على الموت، ولكن بايعنا على أن لا نفرّ[165]. وفي مسند أحمد: قلت لسلمة بن الأكوع: على أيّ شيء بايعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يوم الحديبية ؟ قال: بايعناه على الموت[166]. وروى أحمد أيضاً في المسند عن جابر: بايعنا نبي الله يوم الحديبية على أن لا نفرّ[167]. وهذه البيعة هي بيعة الجهاد والقتال.