وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الجزيرة، على أودية الرمل ومضايق الجبال، ثم أتبع سعيهم بجهد جبّار خلاّق لإقامة الدولة البازغة، وتنسيق نظامها، وتأمين حدودها من سطوات كسروية فارس، وطغيان قيصرية الروم. ثم أذن فأدال قوى البناء والخير على قوى الهدم والشرّ، وغلّب النظرة السليمة على السقيمة، فعقلت العقول، وصفت الأنفس، واغتسلت الخواطر، وانصقلت الأفكار، واستضاءت ـ بنور ربّها ـ البصائر والأبصار. وبين هذا كلّه راحت الوفود تقبل على محمد من مختلف أنحاء بلاد العرب، في الأطراف والأعماق، إقبال النحل على الزهر، والفراش على الضوء، تعلن أنّها أسلمت وجهها لله الواحد، وجاءت تقبس من النور والرحيق. أفئن شغلت كلّ تلكم الشواغل رسول الله عن شأن نفسه وشأن آله، فتريّث ببرّه الزهراء بعض تريّث حتّى تحين لحظة فراغ، استطال على فريق من الناس ذانك العامان، وقال قائلهم: فيم هذا الاستئخار؟ أم ليس يوافق هذه الظروف المنتكثة الوقائع، المضطربة الأحوال أن يغلب المهلُ العجلةَ، ويتقدّم العامّ على الخاصّ؟ أم لا يُلفت موتُ زينب ثم أُم كلثوم في سنتين متعاقبتين أباهما المحزون إلى الزهراء: بقية عقبة، فينحلها من خالص ملكه شيئاً يعينها على قسوة العيش أن كانت ذات عيال وبلا مال؟ أم كنت تظنّه تاركها على متربة، وفي يده فضل مال ممّا أفاء الله عليه، يمنعها مذلّة الإدقاع؟ أو ليس هو القائل: «إنّك إن تدع ورثتك أغنياء، خير من أن تدعهم عالةً يتكفّفون الناس»[1395]؟