وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتقول: فجاء عمر والمغيرة بن شعبة، فاستأذنا، فأذنت لهما، وجذبت إليّ الحجاب، فنظر عمر إلى الرسول فقال: واغشياه! ما أشدّ غشي رسول الله! فهل ظنّها غشيةً؟ ربّما! وتستطرد أُمّ المؤمنين: ثم قاما، فلمّا دنوا من الباب قال المغيرة: يا عمر، مات رسول الله! تقول عائشة: فقلت: كذبت! بل أنت رجل تحوسك فتنة! إنّ رسول الله لا يموت حتّى يفني الله المنافقين. وخرج عمر يتهدّد الناس. وجاء أبو بكر فدخل الدار، لايلتفت لأحد، فلمّا عاد أقبل على الناس في المسجد، وحاول أن يكفّ صاحب الوعيد فلم يكفّ، مرّةً ومرّتين وثلاث مرّات. وعندئذ أبلغ القوم جليّة الخبر الفاجع الأليم: من كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت، وتلا: (وَمَا مُحمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)[1339]. فما نطقها حتّى ملكت الدهشة عمر، فلا يستطيع أن ينبس أو يتحرّك، كأنّه عقر! ثم فاء وثاب! ثم سُمِع يقول وهو مدهوش مذهول: أَوَ إنّها من كتاب الله! وقال: والله ما علمت أنّ هذه الآية أُنزلت قبل الآن[1340]! ولقد أكثرت روايات الرواة في تصوير تشكّكه في الوفاة التي وعتها من قبل أُذناه، ثم شهدتها الآن عيناه ... بدّلته الاسترابة بالاستيقان. فإن يكن ـ كما يقولون ـ ارتاب، فعلى غير ذلك يدلّنا علمه المسبق بما كان قبل