وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

تدحرجت عند سفحه إلى وهدة عميقة من الفراغ! وأمّا أنفاسها التي راحت تلقفها لقف الظمآن قطرة مطر هربت من جفاف البيداء، فإنّها من بهر كانت تتقطّع، فيمجّها[1320] منسماها مجاً، وما بلغت السحر، ولا جاوزت النحر! وعندما جاءها من وراء الباب، ذلك الحديث القصير الذي دار بين زوجها وبعض الناس، هاجتها المواجع، وعاودتها الرؤى المقطَّعة التي تحمل مآسي الدلالات ... وسمعت الحوار قال قائلون، يسألون: يا أبا الحسن، كيف خلّفت رسول الله؟ فأجاب باقتضاب: «أصبح بحمد الله بارئاً». ثم خيّم السكون. فهل هذا الذي ندّ عن أبي السبطين، إنّما كان نفثةً تلقائيةً عبّر بها «اللاشعور»، وبلا تفكير، عن رغبة ذاتية، ملكت على عليٍّ من جوانب نفسه كلّ مكشوف ظاهر، وكلّ خفيٍّ مستور، وكانت تودّ للنبي شفاءً عاجلاً من مرضه الأخير؟ أم هو مجرد تبشير بشير، أراد به أن يضيء للأمل، ويفسح للطمأنينة في قلوب المؤمنين لأنّه يكره التطيّر والتنفير؟ أم هو دعاء إلى الله ورجاء، لو شاء سبحانه وتعالى لبّاه، فاستأخر بنبيّه، وبدّل قضاءً بقضاء؟ * * * وتوالى على صفحة ذهنها موكب الذكريات. وهاجها الادّكار. ليس بعيداً عن سمعها وبصرها ذانك الظرفان التوأمان اللذان رؤي في كليهما نذيران، إن اختلفا هيئةً فقد اتّفقا في المضمون، يومئان إلى الرسول فلا يخطئان