وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتقيا. كان الزعيم اليهودي مهيباً ضخماً، فارع الطول، في كسوة من الدروع والحلقة، تغطّي جسمه من قمّة رأسه إلى أظافير رجليه، لا تكاد تكشف من بدنه ثغرة ينفذ منها إليه سنّ إبرة، حتّى لقد بدا كأنّه قلعة حصينة حيّة تدبّ على قدمين! وكان عليٌّ أقصر قامةً، وأقلّ ضخامةً، حاسراً بغير درقة، عاطلاً بلا دروع. وتقدّم «مرحب» مدلاًّ ببطولته وكبريائه، يهزّ في يمينه حربةً مخيفةً، ذات ذؤابات ثلاث، كتنّين ثلاثي الرؤوس. وتصاولا هنيهات. أمّا مرحب فإنّه اندفع بكلّ ثقله إلى قلب غريمه، مسدّداً ضربته، مصوّباً حربته بأسنانها الثلاث ... فإن سِنٌّ خسفت[1311]، فخرقٌ في القلب، كنهشة صلٍّ[1312]، لا تنفع فيه رُقىً ولا ترياق! ... وإن اثنتان فنِعْم التزاوج بين أفعى وأفعوان! ... وإن كنّ ثلاثاً فرسل حِمام! غير أنّ علياً راغ بخفّة عن التنّين ... ثم رفع حسامه، ثم أهوى به على رأس «مرحب»، فانفلقت درقته، وانشقّت جمجمته، وسقط اللئيم المغترّ وهو يفحص في الأرض برجليه حتّى همد حركةً، وذهبت روحه إلى الجحيم[1313]. وكبّر المؤمنون. ثم تهاوت الحصون، واستسلم من بقي من أُولئك الطغام من بني اسرائيل بعد أن أعيتهم المقاومة. فما أغنى عنهم الصلف والعناد، ولا منعهم العدد والعتاد.