وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فمن الحكيم الذي يستطيع أن يجمع الجمر والماء في إناء؟ أم الله يحيي من الموتى لقمان؟ أم يبعث إليهم برسول ينطق بوحي السماء؟ * * * ثم انهار سدّ الجمود، فجأةً انهار، وعلى الأثر صحت الحياة. فمن خلال باب «الصفا» من المسجد الحرام، دلف[130] طيف بشري في هدوء، كأنّما يمشي على الماء، راح يخترق ملتقى النظرات، كان ينفث الحركة وهو يسير، ينفثها في الظلّ والنور، في الأخيلة والعقول، في الشخوص[131] والأشياء. وكان كشعاع، وكان يعوم في الضياء. كما تمحو آية النهار آية الليل، أحسّ القوم ـ مُذ لاح ـ أنّ طلعته أخذت تغسل ما في صدورهم من حقد وضغينة، من رهبة وخوف، من قلق وحيرة، كيانهم كلّه استغرقه هذا الإحساس، الذي كان يشعّه سمته المهيب. كان الوثوق في خطواته، وكان الجلال في محيّاه[132]، وكانت الرحمة في وميض[133]عينيه. الحبّ رفيقه، اليُمن لصيقه، في آثار قدميه كانت تنبت الطمأنينة، الأمل كان يفرش طريقه. لكأنّما الأمن كان الظلّ الذي يتبعه حين وقوفه، وحين تلفّته، وحين انطلاقه نحوهم من خلال الباب. * * *