وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإذا كانت الزهراء لم تملك دمعها عندئذ أن ينساب، فلا عن نفرة من عليٍّ كان الانسياب، ولا من خشية إملاق في ظلّ زوج مملق، وهي التي شبّت في حجر من أدار ظهره للدنيا، فأبى الذهب كما أبى الملك، فكانت أولى بأن تسير سيرته، فلا ترنوا إلى يسار. إنّما أخذتها الوحشة أن تفارق بهذا الزواج الأب الحبيب الذي لا تطيق فراقه. ويهوّن عليها رسول الله ما تخشاه، فيقول: «ما ألَّيتُ أن زوّجتك خير أهلي»[1070]. بل خير الناس! ويقول أيضاً: « ... أكثرهم علماً، وأفضلهم حلماً، وأوّلهم سلماً»[1071]. فكأنّي به يرى القبول في عينيها، ويسمع قلبها يشدو بنبضات مرنة غناء، فينطلق عائداً إلى فتاه: «فهل معك شيء أزوّجك به؟». إنه إذاً رضاء! * * * وقلّب «علي» في ذهنه الأُمور. لو شاء ربّه لآتاه مثل أُحد ذهباً، فيثري دنياه، ويمهر فيغلي في مهر عروس ليس كمثلها في العرائس، بمهر ليس كمثله في الكنوز ... لكنّه سبحانه قدر عليه رزقه، أعطاه قطرات، ضربه للعاني والفقير ومن كادت تجفّ كفّاه مثلاً حيّاً ... يرسم للناس كيف يعيش من يطمح إلى نعيم الآخرة، مبتغياً وجه الله، وكيف يجب أن يحيا الإنسان قامعاً شهوة المال، قانعاً بأقلّ القليل، ليتجنّب مزالق البذخ، ومهاوي الترف التي تتردّى فيها النفوس، وكيف يجدر بالمرء أن يقيم دعائم بيته الزوجي على