وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتلتصق، تتنافر بحساب وتتجاذب بحساب، تسكن بمقدار وتنشط بمقدار. ثم يفنى بعضها في بعض، ويندمج بعضها في بعض، لتتكشّف للدنيا عن عنصر جديد، لتستقرّ أخيراً عن أمر مقدور في أجل مقدور. * * * فما هو ذلك النتاج الذي ينجاب عنه المخاض؟ إنّه مزاج عجيب من نقائض وأضداد، ومن أشباه وأمثال. إنّه ظواهر ومظاهر، ومشاعر وأحاسيس، وماديات ومعنويات، ولائد عمل وفرائد روح، خلاصة المرئي المحسوس والخفيّ المضمر في طوايا النفوس. حصيلة العطر والشرر والنار، المطر والجبل والسيل، البحر والريح والصخور. ثم الرغبة والأمل، الجرأة والفأل، الهيبة والطيرة، القلق والحيرة، ثم اليقين والشكّ، العقل والخرافة، الحقيقة والأُسطورة. * * * عناصر وعوامل، وظنون وأفكار، ومراء ومظاهر، وعقائد وأوهام، ذات طبائع شتّى وجواهر مختلفات، كانت تعتمل في الصدور صوراً من الحقائق، وأشباحاً من الخيالات، ما تلبث أن تتخلّق في بطن الغيب: أجنّة تنمو وتكبر لتخرج إلى عالم الواقع، وهي صروف وأحداث لم تكن قطّ في حساب، كلّ صرف منها بموعد، وكلّ حدث بميقات. وتتعاقب آونات المخاض[83]، وتضع الليالي الحبالى ولائدها، وليداً في إثر وليد. فعن أيّ جلل وجليل من الأمور سيسفر القدر المقدور، ويتكشّف الغيب المستور؟ ماذا سيدفع به رحم الدنيا إلى مهاد الزمان؟ * * *