وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لَكَم تهلّل الناس! لَكَم كان يمناً عليهم تحطّم السفينة! فسبحان مدبِّر الكون، مسخِّر ما شاء لما شاء، مُسيِّر الأُمور، باسط الظلّ، مرسل النور. سالخ النهار من الليل، مخرج الحيّ من الميت، والنفع من الضرّ، والخير من الشرّ. * * * فهل كلّ هذا الذي قد وقع، في تلك الفترة القصيرة من عمر الزمن، كان مجرّد صدفه عابرة، كخبطة عشواء؟ كذلك تظنّ الظنون. ففي ظاهرة قد كان، أمّا الحقيقة التي ظلّت خافية خرساء حتّى غدا المستور في نطاق المنظور، فقد نطقت بأنّ ما حدث إنّما كان وليد تدبير، ليس بعده وقبله، أو فوقه ومثله، تدبير. فكلّ ما جرى، من بدئه إلى نهايته، كان سلسلة متّصلة، تتابعت حلقاتها، حلقة وراء حلقة، في تواتر والتئام ونظام. كان مكتوباً على جبين الأيام. كان من غرس خطّة محبوكة، رسمها القدر خطّاً خطّاً، ثم نفّذه جزءاً جزءاً، بدقّة وإحكام ... تماماً كما تتفاعل العناصر الكيمائية لتخرج لنا مادّةً جديدةً تختلف في خصائصها وصفتها وهيئتها عن أُصولها الأولية. تمازجت ظواهر الطبيعة، وحركة الزمن، وخلجات الأنفس[82] البشرية، وثمار العقول والأفكار. كلّ هذه العوامل أخذت تعتمل في تناسق واتّفاق، تبتعد وتفترق، تلتحم