وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اللوحة الخامسة اللّهم إنّهما منّي وأنا منهما لا إكراه! تلك صورة من صور الحريّة التي أباحها الله عباده من قبل أن تكون زينب، ويكون زيد، ويكون أيّما امرى في هذا الوجود جرت في عروقه حرارة الوجود. ففي قبالة المقدّرات القسرية التي لا حيلة في دفعها أو تعديلها لمخلوق ـ كالحياة، والنشأة، والموت ـ ثمة مقدّرات إرادية أُتيحت للبشر، لكلٍّ أن يمارسها بوحي ضميره، وهدى تفكيره، ثم يمضي بها ـ عن رضىً وطواعيةً ـ متى أراد، كيفما أراد، إلى حيثما أراد. فإن أحسن فله، وإن أساء فعليه ... طلاقة مشيئات، حرية اختيار بين البدائل والأغيار منذ بدء البشرية كانت هذه الحريّة، إنّها مغروسة في طبائع بني آدم من خلال طبيعة أبيهم الكبير، في نفوسهم وضع ربّك بذرتها، كما في قلوبهم وضع معرفتهم لذاته، وإقرارهم بربوبيّته وهم في عالم الغيوب المحجوب لم يتمثّلوا بعد نطفاً من قطر ماء مهين تفرزه الأصلاب لتجنّه الأرحام في قرارمكين. قال ربّك لآدم بعد أن سوّاه بشراً، وخلق منه حواء: (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ