وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

موقف نبيّه منهما، ثم يُلقي عليه أمره المبرم، يقول تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ) ويعتب عليه: (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مِبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ) ثم يقضي بقضائه الذي جعله به مثلاً وأُسوة، وجعله شرعةً للمؤمنين: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً)[1057]. ورُفع الحرج ... وطاب الرسول فكراً وعاطفةً. وأفسح الله لزينب في رحاب كرمه، فآتاها من لدنه فضلاً عظيماً، بعيد المنال، عزيز المثال، رُقي بها إلى ما فوق الآمال، قضى بقضائه أن تكون للرسول ... وزُفّت إليه، وأصبحت وأمست وهي إحدى أُمّهات المؤمنين. قيل: بينا رسول الله يتحدّث مع عائشة أخذته غشية، فلمّا سُرِّي عنه ابتسم وقال: «من يذهب إلى زينب يبشّرها، ويقول: إنّ الله زوّجنيها؟»[1058]. وتلا أمر الله، وبعث بسلمى خادمه، تحمل لزينب أحلى الأخبار. تقول عائشة: فأخذني ما قرب وما بعد; لما يبلغنا من جمالها ... وأُخرى هي أعظم الأُمور وأشرفها، ما صنع لها الله: زوّجها، تفخر علينا بهذا![1059]. أفغارت منها عائشة؟ وكيف لا تغار؟ إنّ الغيرة فيها خاصّة من خواصها النفسية مشحوذة، حديدة الشفرة قاطعة السنان. وإنّ زينب لمن أثاله[1060] الشرف، وعزّة الشباب، وصولة الجمال، لفي علياء تندقّ دونها أعناق الغيارى والحاسدات!