وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وليس أعتى امتهاناً لكرامتها من بقائها تحت رقيق عتيق! وهل أقسى على الكريم من إحساسه وأنّه يستذلّ ويُضام؟ بأنّه قد هوي به من سماء عليائه إلى حضيض الحضيض؟ وأنّ تقاليد قومه تطارده بالنظر الشزر والمعابة والاستنكار؟ ولا عبرة هنا بأن يصيب المرء بهذا الشعور أو يخطئ، بل العبرة بأنّ شعوره ذاك يعشش في داخل نفسه، ويفرخ، ويتكاثر فيملأ منها كلّ نبضة قلب، وخلجة وجدان، ومسرى دم ... تماماً كما تفعل سورة الحمّى بجسد محموم. أمّا زيد فإنّه ـ في رأيها ـ دعيّ لصيق، ما هو ـ وإن تحرّر ـ إلاَّ مولىً من الموالي، قد وسمته عبوديته على الخرطوم! إنّه على هامش الناس! في خارج إطارهم العام، أقرب إلى الأشياء منه إلى الأحياء. ولو أنّها عايرته بمعيار حسّها العاطفي، إذن لخفّ وزناً، وخسّ قيمةً، وكان أدعى إلى يُلفظ ويُمجّ، أو ـ بأرفق تقدير ـ أن يُباع سلعةً بائرةً، غرارةً بدانق لا بدرهم، وقنطاراً بدرهم لا بدينار! * * * لَكَم ودّ زيد لو أنّه تحرّر من أذاية زينب له باستعلائها المهين، ففارقها ... هو في طريق وهي في طريق، لكن الرسول كان لا يفتأ يهوّن عليه الأمر، وينصحه الإبقاء على حياتهما الزوجية أن تتحوّل إلى أطلال[1006]، كان يردّه دائماً عن رأيه ويقول: «أمسك عليك زوجك، واتّق الله»[1007]. ومع ذلك فلم تنزع السيدة عمّا هي فيه، بل أوغلت في التعظّم عليه إلى أقصى الأبعاد، لم يشفع له عندها أن كان «ابن محمد»، فتلك ـ فيما تعلم ـ صلة مجازية، ما