وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذه حقيقة، كفلق الصبح، ليست بمثار خلاف. يؤكّدها من الوجهة العلمية كلّ الدراسات الإنسانية التي أسفرت عن ظاهرة اجتماعية ثابتة، تقرّر أنّ أبناء المجتمعات البدائية المنعزلة عن المدينة، ينزعون ـ تلقائياً ـ إلى التديّن. ويؤكّدها من الناحية الروحية: أنّ أولئك البدائيّين يؤمنون ـ فطرياً ـ بقوّة عُليا خالقية، تتبدى لهم في الآيات الكونية، وفي أنفسهم ... ولها وحدها السيطرة عليهم وعلى جميع القوى الطبيعية، سواء منها ما يهب الخير وما يقذف بالضرّ وإن هم اختلفوا فيما بينهم في وسائل تعبيرهم عن هذا الإيمان. فكلّ مولود ـ كما يقول الرسول ـ يُولد على الفطرة[686]، والفطرة هي معرفة الإنسان أنّ الله هو خالقه، فله وحده عليه حقّ المالك على المملوك، والواجد على الموجود. ثم يؤكّد هذه الحقيقة ـ دينياً ـ تلك الآيات التي ترسم لنا صورةً حيّةً للعلاقة بين الربّ والمربوبين، يقول تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا)[687]. وكذلك يثبت أنّ معرفة القوة الخالقية الربانية ـ وإنّها لحقيقة بديهية ـ مستقرّة في النفس البشرية، تعلو بوجودها فوق براعة المجادلة، وسفسطة[688] الخوار، واجتهاد التأويل، فضلاً عن جحود الإنكار. بل هي أيضاً ـ بحكم الأعراف والشرائع والقوانين الوضعية ـ ذات سلطان ملزم،