وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلم تعد تحبس كلّ السمك وإن هي حبست منه بعضه ممّا أُوتي غلظ الأحجام وبسطة الأجسام! وما حاجة محمد إلى هؤلاء الكبار وإنّهم لأشدّ ضلالاً، وأخفّ عقولاً، وأفحش قالاً، وألصق بجهالة أسلافهم الغاوين؟ ذهب الله بنورهم وتركهم في ظُلُمات لا يبصرون (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)[662]. وها هي الأيام تشهد نفراً من سادة العرب، وذوي العلم، قد عرفوا الطريق إلى الله، وخاب دون ليّهم[663] عن المحجّة البيضاء كلّ ما فرط إليهم من وسوسة أبالسة قريش وهمزات الشياطين. وفد الطُفَيل بن عمرو الأوسي على مكة من اليمن، فأسرع إليه أشياخ الشرك ـ كدأبهم ـ يحولون بينه وبين الرسول، ويزيّفون له ما يثنيه عن لقائه، ويزهّده فيه. فالرجل شاعر لبيب، وهو في قومه شريف مطاع، وسماعه من محمد قد يفسد أمرهم عليهم، ويؤدّي إلى ما يكرهون. قالوا له: يا طفيل، إنّك قدمت بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا، وفرّق جماعتنا، وشتّت أمرنا، وإنّما قوله كالسحر، يفرّق بين الرجل وأبيه، والرجل وأخيه، والرجل وزوجه. ثم نصحوه: وإنّا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا به، فلا تكلّمنّه، ولا تسمعنّ منه. وظلّوا ينفثون في روعه من دعاواهم، حتّى صغا إليهم، ووعدهم أن يكون كما يشاؤون. لكنّه ما لبث أن راجع نفسه ... أفيهدر فطنته؟ أم يتنكّر لأدب الأديب فيه؟ أم يُقاد كالمطية الذلُول إلى حيث يُراد له أن يُقاد، لا إلى حيث يريد؟