وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأغرى هذا الموقف البغيض ـ الذي ثبت عليه أبو لهب ودأب ـ القبائل بابن أخيه، فينال منه رجال ما نال منه ذلك العمّ الغويّ الحقود، ويسومونه ما سام، فيستقبله أولئك وهؤلاء بوخز الهزء، ويقصونه عن مجالسهم بأقبح ردّ، وأفحش مقال! وكان أهون فعلهم به، وقولهم له أن يصمّوا دون دعوته الآذان ويديروا له الظهور، ويقولوا وهم يتغامزون: أُسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك. بل قد أمعن فحل حمّالة الحطب في الإساءة إلى محمد حتّى بزّ ـ في مجال السفه ـ السَفَلَة الأنذال. قال قائل: رأيت رسول الله بسوق ذي المجاز يعرض نفسه على القبائل من العرب، يقول: «يا أيّها الناس، قولوا: لا إله إلاَّ الله، تفلحوا». وخلفه رجل له عذيرتان يرجمه بالحجارة حتّى أدمى كعبه، يقول: يا أيّها الناس، لا تسمعوا منه، إنّه كذّاب! فلمّا سأل: من المرجوم؟ قيل: غلام عبدالمطلب!! ـ ومن الراجم؟ قيل: عمّه عبدالعزّى[644]. * * * ثم انظر إلى النضر بن الحارث: ابن خالة محمد، كيف تجاوز به عداؤه مداه، فلم يكتف بسبّه وعيبه، وإنّما ازداد عتوّاً وغلوّاً، فاستهزأ بالقرآن، وسخر من الله! فلمّا أن لجّ به أفنه ذات مرّة، وتشرّع ليغتاله، مُلئ رعباً، جمَّد في كفّه سلاحه، وبدّد قواه، وأسقط عن جبروته النقاب، فاندفع يفرّ بنفسه وعمره فرار أرنب مذعور أمام ظلّ سيّد الغاب! * * *